قرأت لك

الحزن يبقى إلى الأبد–و لكن يبقى الأمل

ناصر

احجز مساحتك الاعلانية

 

 

بقلم — ناصر ميسر

تلك هي الحياة دورة فصول أربعة، قسوة وأمل وألم وسعادة.

قد تمر علينا الفصول الأربعة جميعها في يوم واحد من حياتنا، وقد يعتقد البعض أن حياته كلها فصل واحد فيهمل وينسى أو يتناسى بقية الفصول.

فإذا استسلمنا لقساوة الشتاء خسرنا جمال وروعة الربيع.

فلا تدع ألم فصل واحد يهدم فرح بقية الفصول ولا تدع خيبة الأمل تعكر حياتك وتسلبك أمل الغد.

لا تحكم على الحياة كلها من منظور فصل واحد قاس من فصول الحياة، فمن الجميل أن تعلو بهمتك فوق كل الظروف لتحقق ما تريده وتصبو إليه وتصمد أمام الشدائد وترقى بنفسك مثل شجرة السنديان القوية عندما تمر عليها الفصول الأربعة فتبقى شامخة ثابتة قوية مهما يحصل حولها من تغيرات ومهما تعرضت لقساوة الليالي والأيام.

فلولا أن الشجرة صبرت على قساوة الشتاء وتزودت منه بالماء لما وصلت إلى فصل الربيع لتصبح مزهرة مورقة لا يعكر صفو جمالها شيء.

ولولا صبرها في الحفاظ على أوراقها وأزهارها في الربيع لما تحولت أزهارها إلى ثمار، ولولا تحملها لهيب الصيف صامدة بشموخ تتزين بجمالها وعطائها لما تذوقنا ثماراً يانعة.

وأخيراً يصل الخريف فترمي وتتخلص من أوراقها الذابلة التالفة وتنتظر المستقبل لتبدأ دورة حياتها من جديد وليستمر العطاء تتويجاً للصبر والصمود أمام المصاعب.

لنكن مثل تلك الشجرة ونتعلم منها عندما تحل بنا ضائقة أو تعترض حياتنا الشدائد نصمد ونقاوم ونثابر ونصبر برضا، ولا محالة ان الأوقات الأحلى ستأتي عاجلاً أو آجلاً.

إن معرفتنا بإن الحياة بحلوها ومرها عبارة عن رحلة لا تخلو من التحديات والمطبات والمصاعب وإذا أيقنا أيضاً أن المضي في الحياة لن يكون على دربٍ مفروشٍ بالورود. بل ستواجهنا الكثير من الصعاب فتارة صعود وأخرى هبوط.

إن المثابرة والصبر هما مفتاح الوصول إلى ما نصبو إليه ونتمناه.

والنجاح لابد أن يأتي…

فلا الحزن يدوم ولا الفرح يستمر، ولكن يبقى الأمل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى